نظمتها كلية الآداب : ندوة ” المشكلات الصحية والنفسية للمرأة الصعيدية ” توصى بحمايتها من العنف … والانتقال من مرحلة التوعية إلى مرحلة السلوك .

رغم قوتها وصلابتها ؛ فإن «المرأة الصعيدية» تعانى من بحر مشكلات لا ينتهى، فرضتها عليها طبيعة الجنوب والإهمال والفقر والأمية ، فلا يسمع عنها إلا إذا انتفضوا لمواجهة مشكلة ما .انطلاقا من ذلك ، ووفقاً لدورها في معايشة قضايا ومشكلات مجتمعها والبحث عن حلول لها ؛ نظمت وكالة كلية الآداب لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة – بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة بسوهاج – ندوة بعنوان ” المشكلات الصحية والنفسية للمرآة الصعيدية ” ، صباح يوم الثلاثاء الموافق 24 أكتوبر 2023 ، بقاعة المناقشات بمقر كلية الآداب بمدينة الكوامل ، وجاءت الندوة مشمولة برعاية كريمة من كل من : الدكتور حسان نعمان رئيس جامعة سوهاج ، والدكتور خالد عمران نائب رئيس الجامعة لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة ، والدكتور محمد توفيق عميد كلية الآداب.

وحاضر بالندوة – والتي أدارها الدكتور عبد الباسط شاهين وكيل الكلية لشؤون خدمة لمجتمع وتنمية البيئة – كل من : الدكتورة سحر محمد وهبي أستاذ الإعلام المتفرغ بكلية الآداب ومقرر المجلس القومي للمرآة بسوهاج ، والدكتورة إيمان سلامة الأستاذ المساعد بكلية الطب وعضو المجلس القومي للمرآة ، والدكتورة رشا الحداد مدرس الطب الشرعي بكلية الطب ، والدكتورة شيرين موسى مدرس علم النفس بكلية الآداب .

وعلى هامش الندوة؛ أكد الدكتور محمد توفيق على دور الكلية في حل المشاكل المجتمعية ، والاسهام في قضايا التنمية بعقد الندوات والمؤتمرات والمشروعات البحثية التي تساهم في حل هذه المشاكل . مشيراً إلى أن تغير حال الصعيد استوجب تغير نوع المشكلات التي تواجه أفراده، فهو ليس الصعيد الذى كان يظهر في الأفلام والمسلسلات منذ 50 عاماً ، وكذلك الحال بالنسبة للمرأة . مضيفاً أن المرأة الصعيدية الآن تخرج لإعالة أسرتها خصوصاً لو كانت أرملة أو تنتمى لأسرة فقير ة، وهو ما يجعل المشكلات التي تواجهها أكبر ومختلفة عما كانت عليه من قبل . مثمناً هذه الندوة والتي تأتى لتتناول تلك المشكلات المستجدة ، وتبحث عن حول لها .

واستهل الندوة الدكتور عبد الباسط شاهين بكلمة أكد فيها أن هذه الندوة تأتى في إطار سعى الكلية للعمل على زيادة رضا الأطراف المجتمعية عن أنشطة الكلية ومد جسور للتعاون مع منظمات الأعمال ومنظمات المجتمع المدني والمؤسسات المختلفة والجمعيات الخيرية مع الكلية في حل مشكلات المجتمع المحلى . مشيراً إلى أن دور الكلية في خدمات قطاعات الدولة المختلفة والمساهمة في حل قضايا المجتمع المصري يُعد جزءً رئيسياً من استراتيجيتها ، وبما يحقق أهداف رؤية الدولة المصرية للتنمية المستدامة ، و يحقق أهداف جامعات الجيل الرابع بشأن خدمة وتنمية المجتمعات . مشيداً بجهود المجلس القومي للمرأة ، والتي تتمثل في عقد أنشطة وفعاليات وندوات – بالتعاون مع الجامعة – لتوعية الطالبات وتعريفهم بمراكز الدعم والمساندة القانونية ، ومناقشة المشكلات الصحية والنفسية والاجتماعية التي تواجههم .

وفى كلمتها أمام الندوة ؛ أوضحت الدكتورة سحر محمد وهبي أن التمكين الاقتصادي والسياسي ما زال غائباً عن المرأة في الصعيد وحصرها في المنزل، وعدم وجود رغبة فى أن يكون لها أي نشاط خارجي ، بجانب مشكلات أخرى تواجه المرأة الصعيدية ، ومنها : التحرش الجنسي ، والزواج المبكر ، والعنف ضد المرأة ، وحرمان المرأة من الميراث ، وعدم منحها ذمة مالية مستقلة . مشيرة إلى جهود المجلس القومي للمرأة بسوهاج في تمكين المرأة ، والسعي لإتاحة فرص اقتصادية لها من أجل تنمية مستدامة للمجتمع ، علاوة على التوعية المستمرة في المدارس والقرى من خلال برامج ومبادرات أطلقتها الدولة مثل ” نوارة ” و ” دوّي” والتي تستهدف دعم وتمكين المرأة . مؤكدة على تعاون المجلس المستمر مع الجامعة بهدف تبادل الخبرة والعمل على تبصير الطلاب بسبل مواجهة تلك المشكلات .

ومن منظور طبى ؛ ألقت الدكتورة إيمان سلامة الضوء على المشكلات الاجتماعية والصحية التي تهدد صحة المرأة الصعيدية ، وأبرزها الزواج المبكر وما يتبعه من مشاكل في الحمل والولادة ومشكلات جنينية للأطفال . مشيرة إلى عدة نصائح لضمان سلامة صحة المرأة ،مثل : الكشف المبكر، والتغذية السليمة ، وكذلك التوعية للصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة .

وفى نفس السياق الصحي ؛ أكدت الدكتورة رشا الحداد على ضرورة التركيز على حماية المرأة من العنف ، ودعمها من الناحة الطبية والقانونية . موضحة أن هناك أثاراً يسببها العنف ضد المرأة مثل : الكدمات ، والكسور ، والعاهات المستديمة ، بجانب الأذى النفسي . مطالبة المرأة التي تتعرض للعنف بسرعة الإبلاغ واثبات الأدلة الجنائية من خلال الكشف الطبي الشرعي .

وفى السياق النفسي ؛ أشارت الدكتورة شيرين موسى إلى أن المشكلات النفسية التي تتعرض لها المرأة تؤثر على الجوانب الجسدية والمعرفية والوجدانية لها ؛ وتؤدى إلى العزلة وتدنى الثقة بالنفس ، مما يتسبب في ظهور أمراض نفسية كالقلق ، والحزن ، واضطرابات النوم والأكل ، والتقلبات المزاجية . مقدمة روشته نفسية لمواجهة تلك المشكلات من خلال اللجوء إلى ممارسة الرياضة ، والحفاظ على الأكل الصحي ، وطلب المساعدة من خلال الإرشاد النفسي أو استشارة طبيب.

وفى ختامها ، أوصت الندوة بضرورة حماية المرأة من العنف ، وتغيير قوانين المواريث التي لا تحاسب المجنى بالشكل الرادع ، فمن يستولى على الميراث تكون عقوبته فقط 6 أشهر حبساً وفى المقابل قد يحصل على الملايين بينما المرأة – التي حصل على حقها – ستظل تعانى طوال عمرها ، إضافة إلى ضرورة الانتقال من مرحلة التوعية إلى مرحلة السلوك من أجل المحافظة على كيان الأسرة وتنمية المجتمع .

تصوير: ناصر الحناوي