
كانت الدولة المصرية ، وما زالت ، حريصة على محو أمية بعض مواطنيها ، الذين لم يلتحقوا بالتعليم ، أو الذين لم يكملوا تعليمهم الأساسي ، أو تسربوا منه .
ولكن كان من اللافت للنظر ، أنّ الحديث عن “محو الأمية وتعليم الكبار” كثر وزاد ، في الفترة الأخيرة ، بداية من فخامة ” رئيس الجمهورية ” مروراً برئيس الوزراء ، ووزير التعليم العالي ، إلى كثير من المؤسسات والهيئات المغنية .
غير أنّ الحديث عن ” محو الأمية وتعليم الكبار ” بدأ يأخذ اهتماما كبيرا من وزير التعليم العالي والدولة للبحث العلمي ؛ وجميع رؤساء الجامعات ، ومنهم رئيس جامعة سوهاج . فما من حديث لوزير التعليم العالى ، أو رئيس جامعة سوهاج ، يخلو من إشارة صريحة عن أهمية ” محو الأمية وتعليم الكبار في المجتمع المصرى عامة ، والمجتمع السوهاجي خاصة ، والتأكيد أنّ هذه قضية ملحمة ، تحتاج إلى علاج سريع ، حتى تصبح ” مصرنا الحبيبة ” ، بلد الحضارات ، ومنبع العلم والمعرفة ، على مدار آلاف السنين ، وطناً خاليا من الأمية.
وتأسيساً على هذا ، وضعت جامعة سوهاج خطة طموحة ، لمحو أمية عدد ( مليون ومائتي ألف ـ 1,200,000) من المواطنين المنتمين إلى المجتمع السوهاجي ، فاتخذ مجلس جامعة سوهاج في جلسته المنعقدة بتاريخ : 2020/11/26م عدداً من القرارات التاريخية المهمة ، أهمها :
– إلزام كل طالب وطالبة بمحو أمية أربعة أميين – على الأقل – كشرط للحصول على الشهادة الجامعية
ومن هنا أصبح هذا الشرط متطلب جامعة .
منح كل طالب وطالبة مكافأة قدرها ( ثلاثمائة وخمسين جنيها – 350 جنيها ) ، ( مائتين وخمسين جنيها – 250 جنيها ) من هيئة تعليم الكبار ،و( مائة جنيه – 100 جنيه ) من الجامعة ، ليصبح مجموع الذي يحصل عليه من يمحو أمية الحد الأدنى ، وهو أربعة مواطنين ( ألف وأربعمائة جنيه – 1400 جنيه ) ، وتتضاعف المكافأت وتتنوع ، تبعاً لعدد الأميين ، الذين يستهدفهم الطالب أو الطالبة ، وينجح في محو أميتهم .
وفي السياق نفسه ، فإن إدارة جامعة سوهاج وقيادتها ، قد قامت بالتخفيف على طلبة الجامعة ، فكلفت كل طالب وطالبة بالاقتصار على محو أمية أربعة أفراد فقط ، شرطا لمنح الشهادة الجامعية وتسلمها ، ولم تكلف طلبتها بمحو أمية ثمانية أفراد ، كما فعلت كثير من الجامعات المصرية .
وصفوة القول : إنّ قضية ” محو الأمية وتعليم الكبار ” تعد قضية أمن قومي ، يجب على كل مؤسسات الدولة ، وبخاصة الجامعات المصرية ، ممثلة في أفراد المنظومة التعليمية ، التكاتف والتعاون ، وبذل الجهد بإخلاص ، من أجل ” مجتمع مصري خال من الأمية ” ، وبالتبعية ” مجتمع سوهاجئ خال من الأمية ” أيضا .
وفق الله الجميع لخدمة المواطنين الأميين
مدير وحدة تعليم الكبار
السيرة الذاتية لمدير المركز