جديد الاخبار

تحت أرضها آثار مازلت تُكتشف”… أخميم مدينة التاريخ بسوهاج

Posted

تحت أرضها آثار مازلت تُكتشف”… أخميم مدينة التاريخ بسوهاج

كتب: رينادا عبده

“مدينة كثيرة النخيل ذات كروم ومزارع، ويوجد بها آثار ومبانٍ قديمة ومقر والي الإقليم قديماً ونائب الوجه القبلي والقاضي”، مدينة “أخميم” هي واحدة من أهم المدن الآثرية القديمة بمحافظة سوهاج بصعيد مصر، وأقرب المراكز إلى مدينة سوهاج، وتُعتبر إحدى المدن الكبيرة من حيث عدد السكان، تتميز بالنشاط التجاري الواسع والصناعة وخاصة السجاد، والنسيج اليدوي، وأنشأت أول قرية للنسيج بحي الكوثر، وبها العديد من المساجد والكنائس.

حيث تحوي الكثير من الآثار والمعالم التاريخية، التي اُكتشفت منذ زمن، وقال علماء الآثار، أن تحت أراضي “أخميم” كمية آثار تفوق ما تم اكتشافه بها حتى الآن، كما أكد علي رضا، عالم الآثار المصري، أن أخميم الضاربة بجذورها في أعماق التاريخ، كانت عاصمة الإقليم التاسع في مصر القديمة، والذي كان يمتد ما بين جبل طوخ في الجنوب، وجبل الشيخ هريدي في الشمال.

وأن أخميم عُرفت قديماً باسم “خنتى مين”، التي حرفها العرب إلى أخميم، مشيراً إلى أن اليونانيين أطلقوا عليها اسم “بانابوليس”، وقد كانت في العصور المصرية القديمة، عاصمة لعبادة الإله “مين” رب الإخصاب والنماء لدى قدماء المصريين.

وأضاف أن أخميم واحدة من أقدم المدن المصرية، فقد إحتوت على آثار من مختلف العصور، حيث يوجد بها آثار إغريقية، والكثير من الأديرة المسيحية، وفي الحقبة العربية كانت مدينة رئيسية يُطلق عليها اسم “كور أخميم”.

وزار الكثير من الرحالة والمؤرخين مدينة أخميم، وكتب عنها الجغرافيون، وورد ذكرها في الكثير من الكتب مثل كتاب “جغرافية اميلينو”، و”المسالك”، و”معجم البلدان”، و”أحسن التقاسيم”، و”نزهة المشتاق”.

ومن معالم أخميم القديمة:

معابد المرمر في منطقة البربا.
معبد الملك رمسيس الثاني، والذي يحتوي على تماثيل ضخمة وفريدة، منها تمثال الأميرة ميريت آمون ابنة رمسيس الثاني، والذي اُكتشف في مطلع ثمانينات القرن الماضي.
تمثال الملك رمسيس الثاني.
تمثال روماني مُهشم الرأس ويعتقد أنه تمثال للآلهة فينوس ربة الحب والجمال لدى الإغريق.
ويخضع معبد الملك رمسيس الثاني، بـ”أخميم”، لأعمال تطوير تستهدف النهوض بالمنطقة المحيطة به، وتطوير مدخله وإقامة منطقة خدمية للزوار من سياح العالم، خاصة مع تزايد الوافدين لزيارته بعد افتتاح متحف سوهاج القومي، ونجاح خطط إعادة جمع وترميم وتركيب التمثال الضخم للملك رمسيس الثاني، في مكان عرضه الأصلي بجانب تمثال الملكة ميريت آمون، في المعبد الذي يعتقد العلماء، بأنه المعبد الأضخم من نوعه في مصر القديمة، وأن أجزاء كبيرة منه لاتزال تحت التراب أسفل منازل ومدافن مدينة أخميم.

ويقول المدير العام لآثار مصر العليا، إن المنطقة تعمل على تنفيذ خطة عمل دائمة لترميم معالم المعبد وحماية نقوشه ورسومه، والتنسيق مع القيادات بالمحافظة للارتقاء بالمنطقة المحيطة به؛ لتتناسب مع القيمة التاريخية والحضارية للمعبد، ولمدينة أخميم، حيث أن جزءاً ضخماً من معبد رمسيس الثاني لايزال أسفل الأرض، فإن المؤرخين العرب الذين زاروا أخميم قديماً تحدثوا عن وجود تمثال ضخم من حجر الجرانيت الأحمر، ربما يكون للإله “مين” الذي كانت المدينة عاصمة لعبادته.

ولا يستبعد العلماء أن تتوصل يد الأثريين لذلك التمثال من خلال المشاريع المستقبلية للتنقيب والكشف عن آثار أخميم التي لم تُكتشف بعد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *